بسم الله نبدأ
هذا مختصر كتاب صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم للشيخين الفاضلين علي بن حسن الحلبي وسليم بن عيد الهلالي
أسأل الله أن ينفع به
فضائل الصيام
جاءت آيات بينات محكمات في كتاب الله المجيد، تحض على الصوم؛ تقرباً إلى الله ـ عز وجل ـ، وتبين فضائله؛ كقوله ـ تعالى ـ: {والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً} (الأحزاب: 35).
وقال ـ تعالى ـ: {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} (البقرة: 184).
وقد بين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الصوم حصن من الشهوات لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة[1] فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع؛ فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء[2]" (البخاري (5065) ومسلم (1400)).
يتبين لك أخي المسلم من هذا الحديث أن الصوم يقمع الشهوات، ويكسر حدتها، وهي التي تقرب من النار، فقد حال الصيام بين الصائم والنار.
لذلك جاءت الأحاديث مصرحة بأنه حصن من النار، وجُنَّةٌ[3] يستجن بها العبد من النار، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله، إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفا" (البخاري (2840) و مسلم (1153)).
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الصيام جنةٌ يسْتَجَنُّ بها العبد من النار" ("صحيح الترغيب" (970)).
وعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: يا رسول الله! دلني على عمل أدخل به الجنة، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "عليك بالصوم، لا مثل له" ("صحيح سنن النسائي" (2097)).