[size=18]أخجلني الليل[/size]
أخجلني الليل، كلما خضته ، أحاطني بحنانه ، وسهر معي، وربما حتى كنت أحس بدمعه الدافئ ، يسقط فوق خدي ، ويلامس شعري ، في محاولة لينسيني همومي ...
أخجلني الليل، فالبارحة أشعلت نيران الماضي الدفين ... ونسيت وجوده ...
وأغضبته حين أشعلت شمعا يبدد حولي جسمه...
أخجلني الليل، لكني أطمإنه أن في عيني بنته ، وأني أضرب له موعدا كل مساء ... مادام في القلب جرح ...
أخجلني الليل، حين علمت أنه ليس كما يحكى عنه وما يشاع: حزين كئيب ...
عرفت أن الليل إنما يواسي الحزانى وهو ليس منهم...
يدمع لبكاهم... وليس منهم...
ثم ينزل ستاره الأسود على هذا الواقع الصعب...حالكا
وعلمت لوحدي
أن لليل حبيبة
يتنازل لها عن حقه في الوجود
يلتقي معها دائما في نفس الموعد...منذ الأزل...
فمع تباشير الصباح
يلتقي ليلي مع صباحه الجميل
تتجدد نظراتهما..
ثم يودعها من جديد
....
ويضرب معي كذلك موعدا في الليلة الموالية...
هكذا تخجلني دائما.
منقول.